برنامج الأمم المتحدة للبيئة
09 Aug 2018 Story Ocean & Coasts

استخدام السباحة لغرض رفع الوعي

بدءا من استخدام العصي المتوهجة حول معصم اليد والتعرض للسعات قنديل البحر وصولا إلى التقيؤ بسبب ابتلاع مياه مالحة ومجموعة كبيرة أخرى. كانت هذه الأشياء ما هي سوى بعض المكونات التي استخدمها السباح لويس بو راع المحيطات للأمم المتحدة للبيئة في جهوده الأخيرة  لرفع مستوى الوعي حول أهمية المناطق البحرية المحمية وصحة المحيطات.

وقد واجه لويس بو، الذي سبق له السباحة في كل من القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية، التحدي الأكبر الذي يتمثل في: السباحة على طول القناة الإنجليزية. ويعد لويس بو أول شخص يحاول القيام بذلك، وهو لا يرتدي سوى سروال سباحة وقبعة ونظارات ماء. وقد بدأ السباحة في 12 يوليو، واستطاع لويس حتى الآن أن يتعدى نصف المسافة، بعد أن سبح نصف المسافة التي تقدر بنحو 560 كيلومتر التي يحتاج إلى قطعها لإكمال محاولته.

ومن الواضح أن هذا المسعى من هذا الحجم لن يأتي دون تحديات، حتى ولو كان السباح سباحاً متمرسا جداً مثل لويس بو. وكتب لويس على مدونته، عما عاناه من التقيؤ من جراء بلع الكثير من المياه المالحة، وكيف كان عليه أن يضع العصي المتوهجة في يديه وتحت قبعة السباحة حتى يتمكن طاقمه من رؤيته عندما يسبح في الظلام، وتحدث عن فقدان وزنه عن عدم حصوله على قسط مافِ من النوم.

image
صورة من قِبل كيلفين تروتمان

ربما كان التحدي الأكبر الذي واجهه حتى الآن هو عندما اكتشف السباح الماهر لويس بو سمكة قنديل البحر الضخمة التي لم يشاهد مثلها على الإطلاق، واصفاً إياها بأنها "لا نهاية لها في كل اتجاه"، مع قناديل البحر القوية التي تبدو "مثل دعاة السلام". ونظرًا لقواعد اتحاد السباحة في القنوات، فقد سُمح لـلويس بو فقط بارتداء سروال سباحة وقبعة ونظارة كاء، مما يعني أنه لن يكون هناك أي شيء يحميه من لسعات قناديل البحر. ومع ذلك، قرر لويس القيام بالمحاولة. واستمر لويس في السباحة لثماني دقائق، يسبح من خلال ما يصفه بـ "حقل ألغام"، قبل أن يصعد إلى أعلى سفينة الاستطلاع ويسقط على ظهر السفينة يعاني من لسعات لا يمكن حصرها. وقد لاحظ لويس التأثيرات التي يحدثها تغير المناخ على القناة الإنجليزية.

ويزداد الوضع سوءًا بسبب ممارسات الصيد غير المستدامة.

image
صورة من قِبل كيلفين تروتمان

عندما يستسلم لويس بو إلى هذا النوع من الألم الشديد، فإنه لا يتعلق في الواقع بالروح الرياضية، بل إنه يتعلق بشيء أكبر من ذلك. راع المحيطات للأمم المتحدة للبيئة هو رجل في مهمة - حيث يريد أن يلفت الانتباه إلى مسألة صحة المحيطات، لا سيما تلك المتعلقة بالمناطق البحرية المحمية. فالمناطق البحرية المحمية هي مناطق من المياه البحرية التي يُفرض قيودًا عليها فيما يتعلق بالأنشطة المسموح بها، ويريد لويس المزيد مها. إن السباحة التي يقوم بها هي جزء من الحملة العالمية للعمل من أجل المحيط، والتي تدعو الحكومات إلى توفير الحماية الكاملة لما لا يقل عن 30 في المائة من محيطات العالم بحلول عام 2030.

ويركز لويس بو أيضا على تلوث البلاستيك البحري، مشيرا إلى أنه يشهد كمية متزايدة من البلاستيك في المحيط. مع تزايد أعداد المواد البلاستيكية في المحيط والتي ستفوق أعداد الأسماك في عام 2050، يعتبر البلاستيك العائم أحد أكثر المشكلات البيئية إلحاحًا في عصرنا، ولهذا أطلقت الأمم المتحدة للبيئة حملة "بحار نظيفة" في فبراير 2017. لا أحد يستطيع حل مشكلة النفايات البحرية وحده، بل يمكننا جميعًا القيام بدورنا.

لمعرفة المزيد حول ما يمكنك القيام به ، قم بزيارة موقع  حملة بحار نظيفة