برنامج الأمم المتحدة للبيئة
20 Feb 2019 Story الكوارث والنزاعات

دعم السلام من خلال الحوار حول الموارد الطبيعية في غرب كردفان

لقرية نعمتين التي تقع في منطقة المجلد بولاية غرب كردفان عدة أوجه شبه بالقرى والبلدات المجاورة لها بالمنطقة حيث تمثل زراعة المحاصيل والرعي والتجارة صغيرة الحجم الدعائم الأساسية للاقتصاد المحلي.

تأثر رعاة غرب كردفان كثيراً من انفصال جنوب السودان في عام 2011 والذي أعاق الترحال عبر الحدود التي كانت تحدث في الماضي بحثاً عن المرعى والمياه لقطعانهم.

وقد أدي هذا الوضع إلى تمركز الماشية في مناطق الرعي التي كانت تعاني سلفاً من الضعف في الولاية ومن الرعي الجائر حول نقاط المياه الدائمة و من الصراع المحتمل مع المزارعين، ومن انتشار الأمراض ووفيات الماشية.

وتفاقمت مشكلة قرية نعمتين بالزيادة المضطردة للسكان من جراء ارتفاع عدد النازحين من قبيلة الحمر في منطقة شمال بابنوسة بالولاية ومن لاجئين جنوب السودان في منطقة أبييي المتنازع عليها اسهم هذا النمو السكاني المتسارع، في ظل فشل هياكل الإدارة البيئية، في تعزيز التدهورالبيئي علاوة لذلك تفاقمت وتيرة التوتر والنزاع حول الأراضي مما أدى الي حدوث حالات من النزاعات والعنف.

وخلال الفترة مابين حزيران/يونيه 2015 وآب/أغسطس 2018 قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، بتنفيذ مشروع تعزيز السلام حول إدارة الموارد الطبيعية في دارفور وكردفان. وهدف المشروع إلى تحسين القدرات على فض النزاعات ذات الصلة بالموارد الطبيعية وإدارتها بشكل أكثر استدامة وعدلاً.

image
في الماضي ، في الماضي، كان  سكان أجزاء من غرب كردفان يسيرون لمدة تصل إلى خمس ساعات للوصول إلى أقرب مصدر للمياه.تصوير الامم المتحدة للبيئة

نُفذ المشروع في خمسة مناطق بولايات غرب دارفور (كيرينك و مورني) ووسط دارفور (آزوم) وغرب كردفان (المجلد و بابنوسة) خلال 39 شهرا. وقد نُفذ المشروع بشراكة مع منظمتين غير حكوميتين هما: منظمة دارفور للتنمية وإعادة الإعمار (DDRA) في غرب ووسط دارفور ومنظمة الساحل سودان في غرب كردفان.

في عام 2016 كان هناك وضع غير مسبوق في قرية نعمتين بعد أن وسع المزارعون مساحات حقولهم الزراعية وتعدّوا على مسارات ترحال الحيوانات المتفق عليها، مما انعكس سلباً علي الرعاة وإمكانية الوصول إلى مورد الماء لشربهم و شرب ماشيتهم.

ولكن وبفضل جهود اللجنة المحلية للمصالحة، تم فض النزاع ونزع فتيله بطريقة واعية ومسئولة.

وقال أتيلا أوراس مدير البرامج، في مكتب الأمم المتحدة للبيئة بالسودان ’’للحيلولة دون نشوب نزاعات مشابهة في المستقبل تم عقد منتدى السلام في قرية نعمتين في كانون الثاني/يناير 2017 بدعم من منظمة الساحل سودان. وقد اطلع قادة مجتمعيين وقادة قبائل على أهداف المنتدى ووجهوا الدعوة إلى خمسة أعضاء من كل من القرى الفرعية البالغ عددها 18 الواقعة على امتداد مسار الهجرة للمشاركة في منتدى السلام‘‘.

جمعت الإدارة المحلية كل قادة القبائل المتورطة في النزاع ليس فقط ليحددوا بشكل مشترك الانتهاكات وإنما أيضاً لاستكشاف طرق تعزيز العلاقات بينهم.

وتواصل لجنة قرية نعمتين للمصالحة، والتي تضم قادة محليين من قبائل الدينكا والحَمَر والمسيرية، حل النزاعات التي تدور حول استخدام الأرض بما يتفق مع القوانين العرفية.

image
اتفقت لجان الإدارة في أجزاء مختلفة من الولاية على فرض رسوم استخدام بأسعار معقولة تذهب لتمويل عمليات اصلاحات وصيانة منشآت المياه. تصوير برنامج الأمم المتحدة للبيئة

وعلاوة على ذلك، فإن القادة القبليين في قرية نعمتين ظلوا ينفذون، عبر اللجنة الزراعية الموسمية التي يتم تنشيطها خلال فصل الخريف، الطليق والقواعد والعادات التقليدية، للسماح بامكانية الوصول للرعاة إلى مخلفات المحاصيل بعد انتهاء المزارعين من حصاد محصولاتهم.

وقال بشتنة محمد سالم، أحد القادة المحليين من قبيلة المسيرية، والذي لعب دوراً رئيسياً في تأسيس منتدى سلام قرية نعمتين عام 2017 ’’وكنتيجة للمنتدى والحوار الذي أعقب ذلك، شهدنا انخفاضاً في حجم النزاع بمقدار 60%‘‘

وبفضل المشروع، تم تقديم برنامج تدريب على فض النزاعات والذي تم تقديمه لمسئولي الحكومة المحلية ولقادة القبائل في الولايات الثلاث.

وفي ولاية غرب كردفان تم تقديم التدريب بالتعاون مع مركز دراسات السلام والتنمية في مدينة الفولة عاصمة الولاية. وقد قدّم التدريب توجيها مناسباً في تحليل النزاع وإجراء تقويم للمخاطر للتدخل قبل نشوب نزاع وفي مهارات التواصل و الوساطة.

في عام 2008، و إدراكاً للحاجة إلى جعل ندرة الموارد والتنافس عليها مدخلاً للتعاون بدلاً عن أن تكون منصة للنزاع، قام برناج الأمم المتحدة للبيئة بتأسيس برنامجه الخاص بالتعاون البيئي لبناء السلام ويسعى البرنامج إلى معالجة الفجوات المعرفية الهامة بشأن دور الموارد الطبيعية في تحديد مخاطر النزاع وفرص بناء السلام.

و خلال الفترة من 2009 الى 2015 شارك البرنامج في تقديم ما يقرب من 150 دراسة حالة لاستعراض النظراء قام بها 225 خبيرا وممارسا، تغطي 12 قطاعاً من قطاعات الموارد الطبيعية عبر 60  دولة من الدول المتأثرة بالنزاعات. كما قدّم البرنامج دعماً للتحليل التقني والدبلوماسية البيئية إلى الصحراء الغربية وهاييتي، وجمهورية الدومنيكان، وبابوا غينيا الجديدة، و منطقة الساحل والسودان ونيجيريا للتعامل مع النزاعات الحالية أو المحتملة التي تدور حالياً حول الموارد أو تلك المحتملة. و في شباط/فبراير عام 2015 نشرت شعبة الأمم المتحدة للشئون السياسية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: الموارد الطبيعية والنزاعات: دليل لممارسي الوساطة.

وقد قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع معهد القانون البيئي ومعهد الأرض بجامعة كولمبيا وجامعة دوك، وجامعة كاليفورنيا في أرفاين، بتطوير دورة إلكترونية مفتوحة حاشدة عن الأمن البيئي والحفاظ على السلام.